|

الأسباب الغالية 

الكاتب : الحدث 2021-10-14 04:00:28

نتعرض لنفحات رحمة الله آناء الليل وأطراف النهار ، و نجهلها تارة ونعلمها تارات ، و نذكرها مرة ويذكرنا بهالصالحون مرات ، رحمةٌ في السراء ورحمة في الكربات و الضراء ، نعيش لنشيع بعضنا إلى القبور ، و نموت ليدعو لنا أهلنا بالجنات والحبور ، وسأكرر مراراً وتكراراً ، نحن في لطف الله الخفي ، أليس الله بكافٍ عبده إذا قال وا رباه ، وخرجت من فؤاده صادقة وا رباه وهي أصلاً وا كرباه ، ولكن استحى أن يقدم الحرف على رب الحرف ، نعم  ، " مال قلبه إلى الله " فقلب الله مابه إلى ما رجاه ، أصدقاء حرفي قال أحمدُ بنُ عاصم الأنطاكيُّ: "أحبُّ أنْ لا أموتَ حتّى أعرفَ مولاي، وليس معرفتُه الإقرار به، ولكن المعرفة التي إذا عرفته استحييت منه". لقد رأينا لطف الله بموتانا الذين تعلقت قلوبهم بالمساجد وعلت أنفسهم عن سفاسف الأمور و رذائلها ، كيف أصيبوا بمرض أسكن جوارح اهلهم و هيأها لقبول فراقهم ، و أدخلهم في سكينة الفراق ، كأنهم ضيف عندهم سيذهب الى أهله مسرور ، هم يذكرونه في محراب الفجر و تحت منبر الجمعة ، و هو في قرارة نفسه يقول : اللهم أقبضنا إليك قبضاً حسناً و لاترهق أهلي بي ، ما أروع آثار الصلاة و ما أحلم الله بنا ، أسباب أفعالنا الحسنة الغالية نجدها بين الثواني الأخيرة لفراق الغاليين، رحم الله العابد الناسك (ابوفايز )  .